ذكرى الإستقلال في اليمن.. التاريخ يعيد نفسه، ونضال اليمنيين يتجدد ضد مشاريع الإحتلال والوصاية

img

ذكرى الإستقلال في اليمن.. التاريخ يعيد نفسه، ونضال اليمنيين يتجدد ضد مشاريع الإحتلال والوصاية

في الـ 30 من نوفمبر تتجدد في كل عام ذكرى الإستقلال المجيد بالنسبة لليمنيين، اذ يصادف هذا اليوم الذكرى الخامسة والخمسين لعيد الاستقلال الوطني بعد جلاء الإستعمار البريطاني من جنوب اليمن ،وإعلان قيام جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية.



بكثير من الفخر يستذكر اليمنيون نضال أسلافهم الذي أستمر سنوات عديدة، وعُمد بالدم والكثير من التضحيات للخلاص من الإستعمار البريطاني الطامع في جغرافية اليمن وموارده، والذي قسم جنوب اليمن الى مشيخات وإمارات، وساعدة في ذلك وجود النظام الإمامي شمال اليمن الذي لم يكن يختلف كثيرا عن الإستعمار البريطاني في منهجيته. 



المناسبة الوطنية تأتي في ظل عودة أطماع الاستعمار الأجنبي المتعدد بمشاريعه الطائفية المستوردة من خارج الحدود ووفق أجندات تخريبية وغير وطنية كما يرى كثير من اليمنيين، إذ تبدو هيمنة الاحتلال الإيراني عبر خبراء الحرس الثوري واضحة للعيان، ما يجعل من المليشيات الحوثية أداة لمشروع الملالي في اليمن والمنطقة بحسب الأغلبية اليمنية. 




اليوم وبعد 55 عاما من الإستقلال، تخوض اليمن حربا مصيرية للخلاص من ربقة الإستعمار بوجهه الجديد، فكيف ينظر اليمنيون لذكرى الإستقلال وواقع بلادهم المستقبلي؟!




مخلفات الإستعمار


"تؤكد شواهد التاريخ ومعطيات الأحداث أنه لا مكان للمستعمر في اليمن حين ينفجر مارد الثورة في وجهه مهما كان بطشه وجبروته، حقيقة تاريخيه تجسدت في الثلاثين من نوفمبر سبعة وستين، بعد مسيرة كفاح مفعم بالطولة والتضحية والفداء". هذا ما قاله خالد العلواني تعليقًا على ذكرى الإستقلال



فيما يرى الناشط الإعلامي يحيى قمع أن ‏30 نوفمبر تمثل ذكرى الجلاء لآخر جندي مستعمر في عدن ، بينما ( السلالي ) المستعمر السري كما وصفه البردوني والذي حكم اليمن على ظهر الدبابة البريطانية لم يغادر صنعاء قط ، واليوم مخلفات الاستعمار ذاتها تشن الحرب على الجمهورية من جديد. 



ويتسائل قمع ،‏ما الذي يمنع اليمنيين في توضيح حقيقة الدولة المتوكلية وامامها المتوكل الذي نصبته بريطانيا على صنعاء كمندوب سامي ، وهي التي وضعت له قانون الفصل العنصري ‎الأبارتايد أي الطبقية المجتمعية الذي أسسته كنظام للحكم في أغلب مستعمراتها ؟

 

ذكرى الإستقلال ومشاريع الإرتهان



رئيس مجلس القيادة الرئاسي الدكتور رشاد العليمي أعاد التذكير بكون نوفمبر يمثل تتويجا لنضالات عظيمة على امتداد وطننا الكبير، وجدد العهد بالمضي على درب الحرية والعدالة، والشراكة والجمهورية في بيان رسمي .



غير أن ناشطون انتقدوا تواجد العليمي عشية ذكرى الإستقلال في الإمارات التي قالو انها تمثل امتداد لمشاريع الوصاية والتقسيم في جنوب البلاد، وانتقدوا ما وصفوها بسياسة "التعامي" عما يحدث في الجنوب خصوصا ما حدث في شبوة مؤخرًا.



نضال عظيم..لكن!


من زاوية أخرى وصف السياسي أحمد عبدالملك المقرمي الثلاثين من نوفمبر 1967 بـ "تاج نضال" للشعب وكفاح وطن، وقال أن الاستقلال لم يأت كهبة بريطانية، فما كانت بريطانيا لتهب الاستقلال لشعب مِنّة أو هبة ، إلا أن يكون استقلالا صوريا ، مضيفا أن الثلاثون من نوفمبر 67م يعد ثمرة ملاحم بطولية سطرتها بسالة الفداء والتضحية، و محطات من النضال و الكفاح.



غير أن الناشطة نبيهة محضور كان لها رأي آخر إذ غردت بالقول "والله شي مؤلم ومخزي أن نذكر هذا اليوم أو نحتفي فيه ونحن نعيش الإستعمار بكل صوره وأشكاله، جزرنا محتلة وثرواتنا تنهب وارضنا تقسم ويمرح فيها الغرباء والطامعين أي خزي وأي عار طال اهل اليمن بأيدي حفنة من أبنائها .



الإنتداب الإيراني


صحافيون ونشطاء غردوا على تويتر ساخرين من الخطاب "الاعتباطي" للميليشيات الحوثية التي قالوا انها تدير أنشطتها بأوامر من ايران بينما تتحدث بشكل ممجوج عن السيادة الوطنية والاستقلال. 


حيث غرد الصحفي عبدالكريم عمران: 30 نوفمبر هو يوم الحرية الذي صنع شمسه احرار اليمن واجبروا المستعمر الغاشم على الرحيل من ارضهم، يحل علينا اليوم وقد تجدد النضال في مواجهة المشاريع الاستعمارية المتمثله بالادوات الإيرانية ومرتزقة وكلاء الاستعمار وانه لنضال حتى الحرية والاستقلال

 


وفي تغريدة أخرى يقول "‏المرتزقة لا يعرفون شيء عن معنى التحرر والاستقلال، كما هو حال الامامية لا تعرف شيء عن معنى الحرية والجمهورية، والعملاء لا يعرفون معنى وطن، لكنهم محكومين بشياطين قلبت الامور وبدلت المفاهيم لتصبح: العمالة والتبعيه؛استقلال ، الرق والكهنوت؛جمهورية، الخيانه؛وطنيه"

  



زوال أدوات الوصاية والإستعمار


ولم ينسى رواد مواقع التواصل في ذكرى الإستقلال الإشارة الى الأطماع التي برزت في أفعال بعض الدول التي قالوا انها قدمت الى اليمن حاملة شعار دعم اليمنيين للخلاص من الإستعمار الجديد المتمثل بإيران وادواتها فتحولت الى نسخة من مشيخات قديمة صنعتها بريطانها، بعد أن تغيرت اهدافها وتحولت للسيطرة على جزر وموانئ اليمن.



لكن الرأي الجمعي اليمني يرى أن زوال مشاريع الوصاية والإستعمار الجديدة بات وشيكا، وأن تاريخ اليمن يخلد عظمة تضحيات اليمنيين، ويدلل على أن إصرارهم على نيل استقلالهم وكرامتهم وتمسكهم بدولتهم صفات أصيلة يستحيل أن يتخلى عنها اليمنيون.